الثلاثاء، 21 يونيو 2016

تاريخ الة البيانو

هي آلة وترية ذات مفاتيح يتم إصدار الصوت فيها من خلال المفاتيح التي تطرق على الأوتار المعدنية و كلمة بيانو إيطالية و هي تعني لين أو رقيق وتجدر الإشارة أن البيانو يشبه القانون (آلة الموسيقى الشرقية) من حيث أن كل علامة موسيقية ناتجة عن اهتزاز ثلاثة أوتار مشدودة على نفس التردد، فيما يرى بعض مورخي الموسيقى، كالموسيقار اللبناني المصري سليم سحاب، أن البيانو هو تطور عن شكل القانون. تصنع المفاتيح للبيانوهات الغالية من عاج الفيل.ويتألف البيانو من صندوق طنين، وحامل للأوتار، وآلية المطارق، ولوحة الملامس، والدوّاسات. والجسم الخشبي للبيانو الذي يثبت الإطار المعدني (حامل أوتار) هو صندوق طنين كبير يساعد في قوة وتضخيم أصوات الآلة. ولحامل الأوتار شكلان: الأول مثلث عمودي (كما في البيانو القائم)، والثاني يتخذ شكل آلة الهارب (كما في البيانو الأفقي Piano à queue).وتتألف آلية المطارق من عدة مطارق خشبية صغيرة مغلفة بالصوف اللبادي لطرق الأوتار. أما دوّاسات الأرجل (اثنتان ـ عامة ـ أساسيتان) فهي لإضعاف رنين الأصوات أو تقوية شدتها، وقد تضاف دواسة ثالثة، وسطى، لإصدار أصوات أكثر خفوتاً من الدواسة اليسرى، أو لإصدار أصوات شبيهة بأصوات بعض آلات النقر الوترية مثل القانون [ر] أو الكلافسان Clavecin. ويتفاوت ارتفاع البيانو القائم بين (90-135سم)، ويبلغ طول البيانو الأفقي بين (120-290سم) يستخدم الأكثر منه طولاً في الحفلات الموسيقية العامة.

تاريخ البيانو

صُنع أول نموذج للبيانو بين عامي 1698 و1709 م من قبل صانع آلات الكلافسان وعازفها الإيطالي بارتولوميو كريستوفوري B.Cristofori (1655-1732) الذي كان في خدمة حاشية أمراء آل ميدِتشي Dei Medici في مدينة فلورنسة. وسمي النموذج الأول من البيانو «الغرافيتشمبلو ذو الأصوات الضعيفة والقوية» Gravicemblo col piocno e forte واختصر الاسم فيما بعد إلى «بيانو ـ فورتِه» ثم إلى بيانو. وكانت لوحة ملامس النماذج الأولى تحوي 49 إلى 57 ملمساً (4-4.5 أوكتاف Octave؛ ثمانية صوتية ونيف) [ر.الموسيقى]، ثم زيدت إلى خمسة أوكتافات (61 ملمساً). وكان جسم الآلة الطنيني (دون القفص المعدني) يصنع من خشب قاسٍ يستطيع تحمل قوة شد الأوتار المعدنية عليه والتي يبلغ عددها 120وتراً. وقد جاء البيانو من أصول الآلات التي تطرق أوتارها مثل آلتي الدلسيمرDulcimer، والكلافيكورد Clavichord (ذات لوحة الملامس).

التاريخ المبكر


Early piano replica by the modern builder Paul McNulty, after Walter & Sohn, 1805
نشأ البيانو في أوروبا نتيجة لتطوير آلة الهاربسيكورد عام 1709 وتعتبر آلة البيانو آلة المؤلف الموسيقي في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وقد استخدمت في تأليف المقطوعات الموسيقية من قبل العديد من مشاهير الموسيقى أمثال موتسارت وبيتهوفن وشوبان وليستوأيضاً سيرجي رخمانينوف ، ويستخدم البيانو في فرق الأوركسترا أو ضمن موسيقى الجاز كما يستخدم كآلة مرافقة للكمان أو لغيرها من الآلات و يمكن أن يتم العزف بشكل إفرادي على البيانو.

گراند پيانو من صنع بارتولوميو كريستوفوري، فلورنسا، 1720. أقدم بيانو مازال موجوداً. The Crosby Brown Collection of Musical Instruments, 1889 (89.4.1219), متحف متروپوليتان للفن.
كان الجمهور الإيطالي في الحقبة التي صنع فيها كريستوفوري نماذجه من «البيانو ـ فورته»، مهتماً بالأوبرا Opera وبموسيقى الكلافسان الذي كان يأخذ دوراً مهماً في موسيقى الكثير من المؤلفين الموسيقيين الإيطاليين والفرنسيين مثل دومينيكو سكارلاتّيD.Scarlatti وبرناردو باسكويني (1637-1710) B.Pasquini، وفرانسوا كوبران F.Couperin وجان فيليب رامو J.Ph .Rameau، فلم يستأثر «البيانو ـ فورته» باهتمام المؤلفين أو العازفين برنينه الجديد وبعبقرية صانعه، مما دعا كريستوفوري إلى التوقف عن صنع نماذجه عام 1720 لعدم وجود زبائن للآلة، والعودة إلى صنع آلات الكلافسان. ولم يأخذ «البيانو ـ فورته» دوره المرموق إلا بعد نصف قرن من الزمن. في ألمانية، أخذ صانع آلات الأرغن غوتفريد زيلبرمان G.Silbermann فكرة كريستوفوري وصنع عام 1726 آلتي «بيانو ـ فورته» وعرضهما على المؤلف الموسيقي يوهان سباستيان باخ[ر] J.S.Bach، الذي لم يعجب بهما ولعله كان يأمل بنماذج أفضل صنعاً منهما، إلا أنه عزف عام 1747على نموذج من صنع زيلبرمان، عندما زار باخ حاشية الملك فريدريك في يوتسدام. وكانت تصنع آلات البيانو فورته آنذاك على شكل الهاربسيكورد (الكلافسان) Harpsichord ثم تحول صنعها إلى شكل الكلافيكورد. وبدىء بصنع النموذج القائم من البيانو في أوائل القرن التاسع عشر.
تعددت مصانع البيانو في كثير من بلدان العالم الغربي. ففي ألمانية، توالى صانعو «البيانو ـ فورته» في صنع نماذج متطورة بأشكال مختلفة، وصُدّر بعض نماذجه الشعبية إلى لندن. وفي فرنسة كان أول ظهور علني لـ«لبيانو ـ فورته» عام 1768، ثم صنعت معامل إرار S.Erard بعد الثورة الفرنسية، نماذج ضخمة منه. وأدخل شتاين J.A.Stein، في النمسة، تحسينات على لوحة الملامس. وشهر برودوود J.Broodwood، في إنكلترة، في صناعته المتقدمة.وقدمت مصانع آمر Amer في الولايات المتحدة الأمريكية، أول نموذج للآلة عام 1775.
يعد عام 1760 بداية شيوع استعمال البيانو، إذ أخذ اهتمام المؤلفين الموسيقيين يتسع في كتابة الألحان المخصصة له. وكان الناشرون قد بدؤوا بوضع ملاحظات مثل: «هذه القطعة الموسيقية تعزف على الكلافسان أو البيانو ـ فورته» في منشورات المؤلفات الموسيقية. ودام ذلك حتى نشر سوناتا[ر] Sonata «في ضوء القمر» لبتهوفن Beethoven، وفي بعض مؤلفات كارل فيليب إيمانويل باخ[ر] K.PH.E.Bach وهايدن J.Hayden، وموتسارت A.Mozart. وكان يختلط في بعض الأحيان عزف القطع الموسيقية بين تلك الآلتين. وعندما كان موتسارت في جولة موسيقية عام 1777، في أوغسبور Augsbourg (بافارية) أعجب بنماذج البيانو فورته من صنع شتاين وقرر إهمال الكلافسان واستخدام البيانو بديلاً منه. ولم تشهد أي آلة موسيقية صناعة نماذج كثيرة منها، مثل البيانو، إذ وضعت الآلة في بيوت الجماهير وفي صالات الحفلات الموسيقية، ولم تعد مقصورة على قصور الملوك والأمراء. وتكاثرت مصانع البيانو، في القرن التاسع عشر، في كل مكان مثل مصانع بلييل I.Playel وغافو J.E.Gaveau في باريس، وبخشتاين F.Bechstein في برلين، وبوزوندورفر في فيينة، Bösendarfer وشتاينفيغ H.Steinwing في ألمانية الذي تحول إلى اسم مصنعه عام 1853، إلى شتاينوي Steinway في الولايات المتحدة الأمريكية. وتكاملت أوصاف صنع البيانو في الربع الأخير من ذاك القرن حتى بلغت مساحته الصوتية ثماني أوكتافات (97درجة صوتية) في بعض نماذجه الأفقية الشكل. كان كل من هايدن وموتسارت،وكلمنتي M.Clementi من أوائل الموسيقيين الذين كتبوا ألحاناً خاصة بالبيانو. وكان كلمنتي عازفاً بارعاً يمتاز بالقدرة التقنية والتباين التعبيري بين الطابع والحركة في الأداء، مما مهد الطريق أمام بتهوفن للتمتع بهذه الأوصاف الفنية في الأداء الآلي. وكان من الطبيعي ظهور عازفين مهرة مثل دوسيك (1760-1812) J.L.Dussek، وكرامر (1771-1858) J.B.Cramer، وفيلد (1782-1837) Field طوروا أسلوب العزف على البيانو الحديث آنذاك الذي أصبح يتطلب موسيقى ملائمة له. وكان إرار قد صنع بيانو فورته خاصاً ببتهوفن الذي أبدع فيه بمؤلفاته الخاصة به، فأودعها تعابير وإحساسات فنية وتقنية مرهفة، ولاسيما في قطع السوناتا، والحوارية(كونشرتو) Concerto. وانصرف اهتمام المؤلفين إلى كتابة القطع الموسيقية الخاصة بالبيانو، الذي غدا آلة رئيسة للمؤلف الموسيقي، وآلة مرافقة لكثير من الآلات الموسيقية الأخرى مثل الكمان والفلوت الناي وغيرهما. وتوسعت براعة تقانة الأداء على الآلة، واهتم عازفوها بإظهار براعتهم في جميع الحفلات الموسيقية منذ بداية القرن التاسع عشر. وأفرد الموسيقيون الإبداعيون(الرمنسيون) مثل بتهوفن، وشوبرت F.Schubert، وشومان R.Schumann، ومندلسون F.Mendelssohn ألحاناً مميزة للبيانو. ووقف شوبانF.Chopin حياته وموسيقاه لهذه الآلة، واستطاع أن يغوص في ينابيعها ويستنبط ميزاتها الفنية والطابعية. واتخذ ليست F.Liszt مكانة متفوقة في تاريخ البيانو، وكان من أوائل عازفي البيانو الذين تقدموا إلى الجمهور في الحفلات العامة، وفي إعادة كتابة المؤلفات الأوركسترالية للبيانو المنفرد Solo ليستطيع محبوها عزفها شخصياً مما جعل ناشري الموسيقى يحولون كثيراً من الأعمال الموسيقية الكبيرة مثل الأوبرا، والسمفونية إلى كتابتها للبيانو المنفرد لـ «أربع أيدٍ» (أي يعزف القطعة الموسيقية عازفان معاً على بيانو واحد)وتميز النصف الثاني من القرن التاسع عشر بظهور عازفين ومؤلفين للبيانو مثل فرانك[ر] C.Franck، وغريغ[ر] Grieg، وفوريه[ر] Fouré، وموسورغسكي Moussorgsky، وبالاكيريفBalakirev . وفي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ظهرت تقانة جديدة في الأداء على البيانو سايرت التطور الموسيقي في التأليف. وكان من قادتها ديبوسي A.C.Debussy، ورافيل[ر] Ravel وآخرون كثيرون. وأعطى بعض المؤلفين الموسيقيين في القرن العشرين مثل شونبرغ A.Shoenberg، وفيبرن A.Webern، ورخمانينوف S.Rakhmaninov، وسترافنسكيI.Stravinsky، وهندميث P.Hindemith، اهتماماً خاصاً في مؤلفاتهم للبيانو. وطور آخرون مثل كيج[ر] J.Cage، وكويل H.Cowell طريقة الأداء على الآلة فابتكروا أسلوب طرق الأوتار مباشرة، ووضع بعض الأشياء بين الأوتار لاختيار طوابع صوتية خاصة. واستخدم شتوكهاوزن K.stockhausen أجهزة إلكترونية في أثناء العزف على البيانو لإبراز أصوات ذات طابع مرخّم خاص. والمؤلفات الموسيقية الخاصة بالبيانو كثيرة ومن أبرزها القطع الموسيقية في صيغ السوناتا والحوارية والدراسة Étude لمؤلفين كثيرين من مختلف المدارس الموسيقية، إضافة إلى مؤلفات شوبان الكاملة، وموسيقى ليست الخاصة بالبيانو.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين ابتكر نوع من البيانو يعمل على الكهرباء (استبدلت بأوتاره صمامات أو دارات إلكترونية متصلة بمضخمات صوتية بدلاً من صندوق الطنين. وشاع هذا النموذج الحديث شعبياً وفي موسيقى الجاز والموسيقى الخفيفة.

أنواع آلات البيانو

هناك ثلاثة أنواع للبيانو هي:
  • البيانو القائم (بيانينو).
  • البيانو گراند.
  • البيانو الإلكتروني (الكهربائي).
وتختلف هذه الأنواع الثلاثة من حيث أحجامها وتركيبها، كما أنها تستعمل لأغراض مختلفة. ولكن اختلاف حجمها الكثير يدل على كثرة استعماله: القاعات، المنازل، الحفلات.
للبيانو 88 مفتاح، هذه المفاتيح متصلة بمطارق وعند الضغط على المفتاح، يدفع المطرقة التي تقوم بدورها بضرب الأوتار وهذا ما يحدث الصوت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق